وصف المدون

مدير التحرير و مؤسس موقع موضوعي السيد فاتح علاوي ، الجنسية جزائرية من ولاية بسكرة خبير في انشاء محتوى كتابي وفيديو منذ اكثر من 6 سنوات

إعلان الرئيسية

 الرئيس الذي يطمح لأن يكون ملكا

دونالد ترامب
دونالد ترامب

منذ توليه منصبه قبل أكثر من شهر، أشرف الرئيس دونالد ترامب على أكبر محاولة لتغيير طبيعة الرئاسة الأميركية منذ تأسيس الولايات المتحدة قبل نحو 250 عاما، من خلال احتكار السلطة على حساب الكونجرس والقضاء. وفي الوقت نفسه، يقود ترامب انقلابا جذريا في علاقات أميركا بالعالم، متجاهلا حلفاء واشنطن في أوروبا في سعيه لتطبيع العلاقات مع روسيا، ومتجاهلا عدوانها الصارخ على أوكرانيا.

وخلال الشهر الأول من ولايته الثانية، أوضح الرئيس دونالد ترامب من خلال قراراته التنفيذية وتصريحاته ورؤيته لدوره كمنقذ لأميركا من مشاكلها الداخلية ومهندس للعلاقات الخارجية الجديدة أنه يسعى إلى إدخال تغييرات جذرية وفريدة لم يحاول أي رئيس سابق حتى التفكير فيها، مثل تجاهل الكونجرس الذي تسيطر حزب الرئيس على غرفتيه، ومحاولته التهرب من أحكام القضاء المستقل.

في غضون أسابيع قليلة، تخلص ترامب من الوكالات الحكومية التي أنشأها الكونجرس دون استشارة الكونجرس، وسيس وزارات مثل وزارة العدل لخدمة مصالحه، ووسع صلاحياته التنفيذية، مستشهداً بعبارة منسوبة لنابليون بونابرت تقول: "من ينقذ بلاده لا يخرق القانون".

قبل أيام قليلة، لم يتردد ترامب، الذي يصف ولايته الثانية بـ "العصر الذهبي" الجديد لأميركا، في وصف نفسه بالملك الأميركي. ففي مداخلة على موقع التواصل الاجتماعي الذي يملكه، Truth Social، احتفل ترامب بنجاحه في إنهاء أزمة المرور في مدينة نيويورك. وبعد أن زعم ​​أنه أنقذ مدينة نيويورك بأكملها، أضاف: "عاش الملك".

وسارع البيت الأبيض إلى وضع صورة لترامب بابتسامة عريضة على وجهه وتاج على رأسه ونشرها على غلاف مشابه لغلاف مجلة تايم، غيرت اسمها إلى ترامب، وكتبت عليها عبارة "عاش الملك" ونشرتها على شبكات التواصل الاجتماعي.

خلال أيام قليلة، أرسل ترامب عدة رسائل إلى حلفائه الأوروبيين، وتحديداً إلى أوكرانيا وروسيا، كانت نتيجتها ذهول زعماء القارة من مواقف لم يتوقعوها من رئيس أميركي، حيث أرسل ترامب نائبه جيه دي فانس إلى مؤتمر ميونيخ للأمن ليحاضر الأوروبيين ويحذرهم من مواجهة القوى اليمينية والعنصرية في مجتمعاتهم، ويزعم أن التهديد الذي يواجه الحلفاء داخلي وليس من روسيا.

تبع ذلك انحياز ترامب إلى روسيا في الحرب ضد أوكرانيا، بعد موجة من الانتقادات والإهانات بينه وبين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد أن وصف ترامب الرئيس الأوكراني بـ "الدكتاتور" واتهمه بشن حرب ضد روسيا بطريقة تتعارض تماماً مع الحقيقة، لأن زيلينسكي قال إن ترامب يكرر عنه الأكاذيب الروسية.

لكن ما يقلق الأوروبيين هو أن مواقف ترامب تشكل إشارة واضحة إلى أنه ينوي التخلي عن السياسة الأميركية التقليدية تجاه أوروبا وروسيا التي تبناها كل الرؤساء الأميركيين، ديمقراطيين وجمهوريين، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، والسياسة الأميركية الأوروبية المتمثلة في دعم أوكرانيا عسكريا واقتصاديا لمواجهة الغزو الروسي.

فترامب في رؤيته للحرب الروسية الأوكرانية يرى المعتدي ضحية، والضحية معتديا. وتماشيا مع هذا الوصف، كان لافتا أن الولايات المتحدة اعترضت على وصف روسيا بـ"المعتدي" في الحرب ضد أوكرانيا في مشروع قرار تنوي مجموعة الدول الصناعية السبع إصداره يوم الاثنين، في الذكرى الثالثة للغزو الروسي لأوكرانيا.

واصل ترامب هجماته العنيفة على الرئيس زيلينسكي على الرغم من اعتراضات أوروبا وانتقادات أعضاء الكونجرس، بما في ذلك بعض الجمهوريين. وقال في مقابلة مع فوكس نيوز إنه يراقب زيلينسكي منذ سنوات، "وأراه يتفاوض بدون أوراق. ليس لديه أوراق. إنه أمر مقزز. وأضاف، في إشارة ضمنية إلى أنه يريد التوصل إلى اتفاق مع روسيا لإنهاء الحرب دون مشاركة أوكرانيا، "لا أعتقد أن حضوره (زيلينسكي) مهم للغاية للاجتماعات... لأن ذلك يجعل التوصل إلى صفقات أكثر صعوبة".

إن التغييرات والاضطرابات والاضطرابات في السياسات والأعراف والتقاليد التي أحدثها ترامب في أميركا والعالم في شهر واحد سيكون لها تداعيات طويلة الأمد على عالم مذهول يتوقع ما لم يكن متوقعا من أي رئيس غير الرئيس الذي يريد تنصيب نفسه ملكا لأميركا.


المصدر : الصحفي هشام ملحم - مونت كارلو الدولية
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لا تقرأ وترحل اترك بصمتك في تعليق

إعلان أول الموضوع

إعلان وسط الموضوع

إعلان أخر الموضوع

Back to top button