انتعاش تجارة “الإفطار المنزلي الجاهز” في رمضان!
يعيش الجزائريون خلال شهر رمضان أجواء استثنائية خاصة فيما يتعلق بالطبخ وتحضير موائد الإفطار التي تختلف حسب كل منطقة وتنوع الأطباق التقليدية التي تعكس فخامة المطبخ الجزائري، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تحولا ملحوظا في عادات تحضير وجبات الإفطار، حيث زاد الطلب على الأطعمة الجاهزة أو ما يعرف بـ "الديليفري" بالاعتماد على طلبات التوصيل للمنازل، وتستغل ربات البيوت اللواتي يتمتعن بموهبة الطبخ فرصة رمضان لتحضير أطباق متنوعة لاستثمارها في أنشطة تجارية مربحة خاصة مع تزايد الطلب على طلبات الطعام.
منذ بداية شهر رمضان، ظهرت أنشطة تجارية تنافس المطاعم والمحلات المتخصصة في إعداد وجبات الإفطار الرمضانية، منها أنشطة منزلية لكسب المال، حيث تقوم ربات البيوت بإعداد أطباق تقليدية مثل "الحريرة" و"الشوربة" و"البرك" و"طاجين الزيتون"، بالإضافة إلى الحلويات وغيرها من متطلبات الزبائن، حيث يجدن فيها حلاً سريعاً يلبي احتياجاتهن دون عناء الطبخ، من خلال وضع تعليقات مرفقة بمعلوماتهن ونشاطهن، في منشورات وإعلانات ترويجية على مواقع مثل "إنستغرام" و"فيسبوك" لجذب الزبائن.
نساء يحولن مهارتهن في الطبخ إلى مشاريع ناجحة
منذ ثلاث سنوات تقوم أم محمد ناظم بإعداد أطباق شعبية بنكهة الطبخ المنزلي، لمساعدة من لا يملكون الوقت أو القدرة على إعداد وجباتهم اليومية، واستطاعت أن تحول موهبتها في الطبخ وسرعتها في إنجازها إلى مصدر دخل، خاصة خلال شهر رمضان، حيث يزداد الطلب على الأطباق الشعبية.
تقول أم محمد لـ«الشروق» إنها بدأت هذا العمل بهدف كسب مصروفها اليومي وإعالة أطفالها، لكنها وجدته أكثر من مجرد تجارة، مضيفة أن الطعام المنزلي مطلوب بشدة، خاصة من قبل الطالبات الجامعيات والعاملات اللاتي لا يملكن الوقت للطبخ، بالإضافة إلى الرجال الذين يعيشون بعيداً عن عائلاتهم، وحتى المرضى وغيرهم ممن لا يستطيعون إعداد إفطارهم خلال شهر رمضان.
تحرص أم محمد على تقديم أطباق متنوعة بنكهات منزلية ومكونات طازجة.
أما عن الأسعار، فتقول محدثتنا إن الطبق الكامل الذي يحتوي على دجاج أو لحم متوفر بـ500 دينار، فيما يبلغ سعر “البوراك” 70 دينارا، والشوربة بـ350 دينارا، كما توفر المتحدثة خدمة التوصيل لتسهيل الأمور على زبائنها، وتتراوح التكلفة بين 100 و150 دينارا، حسب المسافة من مكان إقامتها بمنطقة القليعة بولاية تيبازة.
تجهيز المستلزمات.. خدمات جديدة لتسهيل المطبخ الرمضاني
ومع تزايد الطلب على خدماتها، لم تقتصر محدثتنا، حسب ما ذكرت، على إعداد الأطباق فقط، بل وسعت نشاطها ليشمل إعداد مستلزمات الطبخ الأساسية، فتقوم بإعداد وطحن البهارات، وتنظيف البازلاء والفلفل، وغسل الخضار، وإعداد المستحضرات التي تحتاجها السيدات في مطبخهن، نيابة عنهن، مع تقديم خدمة التوصيل، ومقابل أجر أيضاً، قائلة إنها تبحث دائماً عن حلول عملية تسهل على عملائها إعداد موائد الإفطار، سواء بإعداد وجبات جاهزة أو إعداد المكونات لتوفير الوقت والجهد.
نفس النشاط تمارسه الطاهية سهيلة، المقيمة ببلدية برج البحري بالعاصمة، عبر صفحتها على الفايسبوك المسماة “traditionnels soltana”، والتي كشفت من خلال تواصلنا معها، أنها تعمل في مجال تحضير وجبات الفطور مصحوبة بخدمات التوصيل للمنازل والإقامات الجامعية وغيرها، وتشمل الطلبيات “صندوقا” يحتوي على “طبق شوربة وثوم وسلطة ومقبلات” بمبلغ 1000 دينار، أي ما يعادل وجبة إفطار لشخص واحد، قائلة إنها تقدم خدمة تحضير وجبات جاهزة وصحية ومتنوعة مطهوة بالمنزل، تلبي احتياجات العائلات خلال الشهر الفضيل، وجميع أنواع الأطباق من “البراق” والسلطات والشوربة إلى الأطباق الرئيسية وحتى وجبات السحور، مضيفة أن الزبون يكتفي بمجرد تسخينها دون عناء الطبخ، خاصة للمرأة العاملة أو العائلات التي تبحث عن بديل منزلي، حسب المتحدثة ذاتها.
لا تقرأ وترحل اترك بصمتك في تعليق